رواية بك احيا اخر طوق للنجاة الفصل الواحد والعشرون بقلم ناهد خالد

موقع أيام نيوز

الفصل الحادي والعشرين.. أقارب!
قل لأقاربنا الذين طعنونا بغير رحمة أننا لم نرد سوى ودهم لم نرد سوى عطفهم حنانهم وصلة الرحم التي وصى بها الله أخبرهم أنهم كانوا آخر من تمسكنا بهم في الدنيا.. وحين أفلتوا أيديهم تعلمنا وقتها كيف نفلت نحن أيضا أيدينا وليشهد الله أن قلبي لن يحن ولن يميل... وحقي مردود ولو بعد حين

خديجة الدالي..
قطبت حاجبيها تأثرا بمشاعرها الكبيسة التي واتتها الآن حين تذكرت تلك الذكريات الأكبس طفرت الدموع من عيناها وهي تسأله بحيرة مؤلمة
_ ليه ليه ممكن عمة تعمل كده في بنت اخوها! ليه اتهمتني في شرفي وأنا كنت يدوب مكملتش ١٥ سنة أمي كانت لسة مېتة وحالتي النفسية كانت زفت وهي عارفة كل ده ومأثرش فيها ليه عملت في كده! أنا من زمان عارفة أنها پتكرهني بس.. متخيلتش توصل لكده استفادت إيه أصلا!
كلها أسئلة تدور في رأسها منذ ثلاث سنوات ولا تجد لها إجابة تلقيها في حديثها مع الطبيب رغم علمها أنه أيضا لا يمتلك جوابا لكن من باب الفضفضة! وبجملة ما تفضفض به! هزت رأسها مستنكرة بشدة وهي تزفر أنفاسها المخټنقة
_ دخلت علي وانا وباهر كنا في البيت عندي ومحدش معايا كان جاي يطمن علي واخويا كان في المدرسة وبابا في الشغل ولحظي النيلة اشوف سارة وهو معايا.. لا ويومها فضلت تحسسني بالذنب وأني السبب الوحيد في مۏتها مقدرتش اتحكم في نفسي وفضلت اصړخ فيها ودخلت في حالة هيستريا وقتها حاول يهديني بس عرف إني مش سمعاه أصلا قرب مني وحضني وفضل يكلمني عشان اهدى.. وفعلا بعد فترة بدأت اهدى بس مكنتش حاسة باللي بعمله فقربته مني وحضنته جامد.. كنت خاېفة.. كنت محتاجة اطمن انا وقتها...
صمتت ودارت عيناها في كل مكان وكأنها تفكر هل تبوح بما يقف على لسانها أم تبتلعه وتقفز للحدث التالي دون توضيح أكثر! وهو علم بما يدور في عقلها فحثها سريعا على الاستكمال وهو يخبرها
_ ها يا خديجة! قولنا ايه مادام بدأت تعترفي مترجعيش تكدبي وتخبي تاني واعتقد إنك كسرتي رهبة الإعتراف بعد ما اعترفتي بأصعب جزء في الحكاية.
اقتنع عقلها بحديثه فبالفعل هل ما ستقوله أسوء مما قالته! بالطبع لا لكنها تخشى أن يحلل الأمر بطريقة خاطئة أو ربما صحيحة ولكنها لا تريد الاعتراف بها! وبرغم علمها التام برؤيته لم ستقوله لكنها قالته بملامح مضطربه وتجنبت النظر له وهي تستكمل
_ وقتها مكنتش سامعة صوت باهر وقتها معرفش ليه سمعت صوت مراد وهو بيهديني وهو بيقولي كل حاجة هتعدي.. أنا جنبك معرفش ليه تخيلته هو عشان كده حضنته وفضلت حضناه شوية حتى بعد ما هديت كنت مغمضة عيني وكأني عارفة إني لو فتحت كل ده هيتبخر.. احساس الأمان والراحة الي حسيته لما أدرك أنه باهر مش مراد..
قاطعها مبتسما وهو يعقب بتفهم
_ بتعملي كل حاجة عشان تثبتيلي إنك کرهت مراد عشان كده اترددت تحكيلي عن الجزء ده عشان ماقولكيش ما أنت منستيهوش ومحتاجه اهو بس أنا مش هقولك كده.. بالعكس هقولك أن يمكن وقتها الي احتاجت مراد هي خديجة الطفلة مش خديجة بنت ال١٥ سنة ولا الي قاعدة قدامي دلوقتي فمتقلقيش مفسرتش الي حكتيه غلط.
هل الأمر هكذا حقا أم أنه يسايرها بدهاء كي تبوح أكثر تسائلت ونظرت له تحاول فهم ملامحه ولكن لم تستطع الحصول على إجابة فتنهدت باستسلام وهي تدرك أن الطبيب النفسي حين يمارس مهنته لن يكن مرئيا لمريضه!
تم نسخ الرابط