رواية بك احيا اخر طوق للنجاة الفصل الثاني والعشرون بقلم ناهد خالد
المحتويات
في مخيلته فقط بل أصبحت أمامه يتحدث معها وينظر لها ويستطيع لمسها لولا الرقابة!
في لحظة واحدة كان يقبض على كفها بنفس اللحظة التي اصطدم ظهرها بصدره كل ما حدث لم يأخذ ثانيتان ولا يعرف أحدهما كيف أصبحا متلاصقان هكذا! كل ما في الأمر أن الخلاط الكهربائي الذي استخدمته لصنع المشروب أصابها بماس كهربائي طفيف جعلها تنتفض للخلف بنفس اللحظة التي لاحظ هو بها ما حدث فاندفع يبعدها عنه ليصبح المشهد كما هو الآن ملتصقة بصدرة وكفه الأيسر يقبض على معصمها الأيسر لم يتعدى الأمر الثانية الواحدة قبل أن يبتعدا ولكنها كانت كفيلة لبعث الكثير من التساؤولات والمشاعر!
حين تتشتت ذاكرتك وتفقد ذكرياتك تتبع دقات قلبك فإنها.. لا تخيب!
زفرت أنفاسها بتوتر بالغ وهي تشعر بقلبها يعيد التعرف عليه بالأمس شعرت بؤلفة عيناه واليوم شعرت بؤلفة لمسته!
_ خليني اشوف الخلاط ده بيكهرب ليه.
تنحت بعيدا وهي تخبره بقلق
حاسب ليكهربك.
هز رأسه لها وهو يتفحصه بعناية بينما وقفت هي تتابعه بقلق من أن يؤذيه مثلما فعل معها منذ قليل ولا تعرف هل هي قلقة على شخصه أم قلقها طبيعي كقلقها لأي شخص آخر محله..!!
ها هي تخطو اولى خطواتها صوب القاهرة أو مصر كما يسمونها أهل القرى وكأنهم يعتبرونها ممثلة عن مصر بأكملها ووجدتها كما يقولون تعج بالكثيرون والزحام المروري المتكدس رحب بها من الوهلة الأولى الأبخرة المتصاعده مع الهواء جعلتها تشتاق لنقاء هواء بلدها الټفت لخالها حين استمعت له يقول
_ زحمة جوي يا خال.
رددتها بينما عيناها تدور بتفحص من حولها لكل شيء يمر بجانب السيارة المستقلان بها ضحك منصور على اندهاشها الواضح وغمغم بتفهم
_ بكره تتعودي على زحمتها.
هزت رأسها بلاهتمام وهي تتابع حركة السير وتركض عيناها فوق المحلات والمستعمرات السكنية تتعرف على الحياة الجديدة التي تخطو إليها في سبيل تحقيق ذاتها ونجاحها.
اسبوع مر على ابطالنا بسلام..
تغيرت حياتهم بمختلف الأحداث ربما ليست أحداث مهمة لكنها حققت تغيرا ما..
القى نظرة أخيرة على ذاته في المرآة
متابعة القراءة